اسماء خالدة في ذاكرة المصور العراقي
استذكارا لرحيل الفنان الفوتغرافي نور الدين حسين كتب الاستاذ اديب العاني رئيس اتحاد المصورين العرب هذا الموضوع في 1 / نوفمبر / 2018
أسماء خالدة ..
زاوية جديدة سأسلط الضوء من خلالها على بعض نجوم الصورة الفوتوغرافية العراقية من الرواد والجيل الجديد ممن كان لي شرف العمل معهم او متابعتهم طيلة مسيرة حياتي كمصور عراقي .
ضيفنا اليوم الفنان نور الدين حسين من مدينة الموصل العراقية …
ذاكرة المصور العراقي
أديب العاني
أتسائل عن المصور الرائد الفنان نور الدين حسين
• أين انت يا أبا نبيل ؟.
• لماذا أصبحت في طي النسيان ؟.
• أنا حزين ..
• أنت لاتستحقنا ، لاننا ناكرو جميلك ، زادك ، ملحُكَ وابتسامتك تلك التي كانت تستقبلنا من عتبة دارك العامر بأهلك ثم بروحك الطيبة .
الفنان الفوتوغرافي العراقي الجميل نور الدين حسين العين الذكيّة القادمة من مدينة الموصل ، تلك الارض العراقية التي انجبت عمالقة الادب والفنون والثقافة والسياسة .
من مواليد الموصل عام 1946 .
أولى خطواته كانت في ممارسة التصوير الصحفي حيث كانت له اول صورة صحفية نشرت خارج العراق عام 1965 كما منح صفة استاذ فن من المنظمة العالمية للصحافة في المانيا عام 1987 .
فاز في العديد من الجوائز المحلية والعربية تلك التي اقامتها الجمعية العراقية للتصوير وغيرها اواخر السبعينات والثمانينات والتسعينيات ليطلق عليه آنذاك بلقب (( صائد الجوائز )) .
ترأس الجمعية العراقية للتصوير ـــ فرع نينوى مدة طويلة وساهم مع العديد من زملاءه من نينوى في قيادة وامداد المصورين في الموصل بالكثير من الفعاليات والبرامج المتنوعة والمختلفة ومن بين من عملوا معه هم المصور صلاح شكر والمصور عبدالله الحمداني والمصور علي الدرويش والمصور فوزي حسين والمصور صبحي اسماعيل .
كان الفنان الاستاذ نور الدين حسين وفي اولى خطواته من المتابعين للفنان العالمي مراد الداغستاني رحمه الله وكان مراد الداغستاني بالرغم من اختلاف توجهاتهما وافكارهما الفنية ثم ما لبث ان اتخذ الفنان نور الدين حسين مسارا فنيا مختلف في الاسلوب والتنفيذ .
الفنان العراقي المميز ابا نبيل وفي آخر لقاء لي به في الشارقة عندما كان في زيارة لابنته المقيمة في امارة الشارقة قبل خمس سنوات تقريبا حينها قدم لي هدية ثمينة لازلت محتفظا بها وهي كتاب مصور يتضمن صورا رائعة عن الحرب الامريكية على العراق أصدرته وكالة رويترز العالمية تكريما لولده الشهيد المصور الصحفي نمير نور الدين عن اعماله التي تميزت بالحس الصحفي الفريد حينها كان أخي وزميلي نور الدين حسين يكلمني والدموع تتساقط سريعة على خديه ممتزجة مع تلك الابتسامة التي لاتفارق وجهه .
تحايلت على أخي نور الدين بالسؤال لكي أخفف عن وطأة ومرارة ذلك الحزن الذي كان يعتصر قلبه . ما هي أخبارك . ماذا تفعل الان ؟. ليرد علي بالقول ، أخي ابا مصطفى ، أنا تعبت كثيرا واشد ما اتعبني هو لايوجد من يسأل عنا ولا يتفقدنا . أصبحنا في عالم المجهول إلا في بعض الاستثناءات من بعض الاصدقاء الاعزاء ممن يتصلوا بنا بشكل شخصي ويتفقدونا من بغداد وبعض المحافظات بين الحين والاخر . لقد اصبحنا في دائرة المنسيين . هنا شعرت بمرارة الحزن لهذا الموقف لأتسائل مع نفسي . هل يعقل ان رواد الصورة من بلاد الرافدين يطالهم التهميش والنسيان من الجهات التي تعني بالتصوير من دون حتى ان تتذكرهم هذه الجهات في مناسباتها ؟.
الفنان نور الدين حسين وثق فصولا رائعة من مدينة الموصل ولا يزال يمتلك أرشيفا ثريا يحفظ له ولإسمه وتأريخه بل ولمدينة الموصل الشهيرة وشناشيلها .
نور الدين حسين قدم شابا وفي ربيع العمر كشهيد للعراق والصورة الصحفية العراقية اسمه نمير نور الدين حسين بعد ان طالته الصواريخ الامريكية هو ومعه صحفيين اخرين .
نور الدين حسين يعد من الاسماء العراقية الكبيرة تلك التي كانت ولاتزال خالدة في الاذهان والقلوب .
#تذكير //ـــ لعلها دعوة صادقة صادرة من القلب ان نتذكر روادنا من المصورين العراقيين وفي مناسباتنا ومن دونها ايضا لأنهم كانوا خير سفراء للصورة العراقية ألتي تألق بريقها في فضاءات العالم اجمع فلا تركنوهم جانبا أرجوكم.
أقول للفنان العراقي القدير نور الدين حسين ، لازلت ذلك الفارس الجميل الذي تشهد له كل شوارع وأزقة وأحياء الموصل ، غاباتها ، نهرها الخالد ، ربيعها الجميل وبيادرها الخضراء .
حماك الله أخي ابا نبيل ومتعك بنعيم الصحة وطول العمر .